الجمعة، مايو 16، 2008

من "رقصات الرؤى المشوشة" لعمرو عافية

انتابتني فجأة رغبة لحوح في البكاء. لم أبك. أحسست بتعاسة لا حدود لها. بُطلان كامل. لم نعذب أنفسنا هكذا؟ لابد أن الحياة أبسط و أسلس من كل هذا، أكثر وضوحًا

كل ما يزاد علينا في الحياة هي القدرة على جرح الآخرين

أتظن أنك تعذبها أنت جاهل و جهول. فيا صديقي نحن لا نعذب إلا من يحبنا بحق. وهل تظن يا همام أنها تحبك أو تأبه بك

ما أتعس الرجال و أضعفهم! الآن أدرك أن الحياة ذاتها أنثى. الوجود الأصلي لك أنت يا حواء الخالدة. بضعة آلاف من خيلاء رجولية لا تمحو أبدًا ملايين السنين من العزة الأنثوية

ما معنى رقم ٣ عندك؟

كان المثلث مكونًا منا نحن الثلاثة. يداي تمسكان يديه في رأس المثلث، وهي مفرودة الذراعين تمسك قدمينا، كل من جهة. ثم تقلبت و أصبح جسدها كله داخل المثلث و سندت كل قدم على أحد منا في وسطه. أصابني ألم و انتثر المثلث في الظلمة من حولي

الصخور تتآكل، أما الأحياء فسبب موتها السأم

ينظر السائق إليها، تلتفت هي و تقبض على ركبة الجالس بالخلف الذي يمد ساعده و يضغط بيده على كتف السائق

ليست هناك تعليقات: